الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2068 - قوله : " روي أنه شهد عند عمر على المغيرة بن شعبة بالزنى : أبو بكرة ، ونافع ، ونفيع ، ولم يصرح به زياد ، وكان رابعهم ، فجلد عمر الثلاثة ، وكان بمحضر من الصحابة ، ولم ينكر عليه أحد " . الحاكم في المستدرك والبيهقي وأبو نعيم في المعرفة ، وأبو موسى في الذيل من طرق وعلق البخاري طرفا منه وجميع الروايات متفقة على أنهم أبو بكرة ، ونافع ، وشبل بن معبد ، وقول المصنف : نفيع بدل شبل وهم ، فنفيع اسم أبي بكرة لم يختلف في ذلك أصحاب الحديث ، وأفاد الواقدي أن ذلك كان سنة سبع عشرة ، وكان المغيرة أميرا يومئذ على البصرة ، فعزله عمر وولى أبا موسى ، وأفاد البلاذري : أن المرأة التي [ ص: 118 ] رمي بها : أم جميل بنت محجن بن الأفقم الهلالية ، وقيل : إن المغيرة كان تزوج بها سرا وكان عمر لا يجيز نكاح السر ، ويوجب الحد على فاعله ، فلهذا سكت المغيرة ، وهذا لم أره منقولا بإسناد ، وإن صح كان عذرا حسنا لهذا الصحابي .

2069 - قوله : " إن عمر عرض لزياد بالتوقف في الشهادة على المغيرة ، قال : أرى وجه رجل لا يفضح رجلا من أصحاب رسول الله " . روي ذلك في هذه القصة من طرق بمعناه : منها : رواية البلاذري عن وهب بن بقية ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد .

ومنها : رواية عبد الرزاق عن الثوري ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان الهندي قال : " شهد أبو بكرة ، وشبل بن معبد ، ونافع على المغيرة أنهم نظروا إليه كما ينظرون إلى المرود في المكحلة ، ونكل زياد ، فقال عمر : هذا رجل لا يشهد إلا بحق ، ثم جلدهم الحد " .

ومنها : رواية أبي أسامة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير في هذه القصة فقال عمر : " إني لأرى رجلا لا يشهد إلا بحق ، فقال زياد : أما الزنا فلا " . أخرجه البيهقي

التالي السابق


الخدمات العلمية