الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3334 34 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم إلى قوله: قد ضلوا وما كانوا مهتدين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: جهل العرب، وأما الجزء الأول منها فلا ذكر له هنا أصلا كما ذكرنا آنفا، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وأبو عوانة، بفتح العين المهملة، الوضاح اليشكري، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة، وسكون الشين المعجمة، واسمه جعفر بن أبي وحشية، واسمه إياس اليشكري البصري.

                                                                                                                                                                                  والحديث من أفراد البخاري، ورواه ابن مردويه في تفسيره: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إذا سرك "، من سره الأمر سرورا إذا فرح به. قوله: " قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ". وقد أخبر الله تعالى أن: الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم. أي: من غير علم أتاهم في ذلك، وحرموا ما رزقهم الله من الأنعام والحرث افتراء على الله، حيث قالوا: إن الله أمركم بهذا قد ضلوا في ذلك وخسروا في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فخسروا أولادهم بقتلهم، وضيقوا عليهم في أموالهم، وحرموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم. وأما في الآخرة فيصيرون إلى شر المنازل بكذبهم على الله وافترائهم. وعن ابن عباس: نزلت هذه الآية في ربيعة ومضر، والذين كانوا يدفنون بناتهم أحياء في الجاهلية من العرب. قال قتادة: كان أهل الجاهلية يقتلون بناتهم مخافة السبي عليهم والفاقة إلا ما كان من بني كنانة؛ فإنهم كانوا لا يفعلون ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية