الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن اشتبهت ثياب طاهرة ) مباحة ( ب ) ثياب ( نجسة أو ) بثياب ( محرمة ، ولا طاهر مباح بيقين ) عنده ليستر ما يجب ستره ( فإن علم عدد ) ثياب ( نجسة أو ) ثياب ( محرمة ، صلى في كل ثوب ) منها ( صلاة ) بعدد النجسة أو المحرمة ( وزاد ) على العدد ( صلاة ) ينوي بكل صلاة الفرض احتياطا كمن نسي صلاة من يوم وجهلها لأنه أمكنه أداء فرضه بيقين ، فلزمه ، كما لو لم تشتبه ، ولا أثر لعلمه عدد الطاهرة أو المباحة .

                                                                          ( وإلا ) أي وإن لم يعلم عدد نجسة أو محرمة ( ف ) إنه يصلي في كل ثوب منها صلاة ( حتى يتيقن صحتها ) أي حتى يتيقن أنه صلى في طاهر مباح ، ولو كثرت ; لأن هذا يندر جدا فألحق بالغالب وفرق أحمد بين الثياب والأواني ، بأن الماء يلصق ببدنه والفرق بين ما هنا وبين القبلة : أن عليها أمارة تدل عليها ولا بدل لها يرجع إليه ، ولا تصح في الثياب المشتبهة مع طاهر مباح يقينا ، ولو كثرت لأن هذا يندر ، ولا إمامة من اشتبهت عليه الثياب .

                                                                          ( وكذا ) أي كالثياب النجسة إذا اشتبهت بطاهرة ، ولا طاهر [ ص: 28 ] بيقين ( أمكنة ضيقة ) بعضها نجس واشتبه فلا يتحرى ، بل إن اشتبهت زاوية منها طاهرة بنجسة ولا سبيل إلى مكان طاهر بيقين صلى مرتين في زاويتين منه ، فإن تنجست زاويتان كذلك صلى في ثلاث ، وكذا وإن لم يعلم عدد النجاسة صلى ، حتى يتيقن أنه صلى في مكان طاهر ، احتياطا ويصلي في فضاء واسع حيث شاء ، بلا تحر ، دفعا للحرج والمشقة ، ولما انتهى من الكلام على الماء ، وكان لا يقوم إلا بالآنية أعقبه بما يتعلق بها ويناسبها ، فقال :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية