الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
3- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - لابن عطية:

ابن عطية من قضاة الأندلس المشهورين، نشأ في بيت علم وفضل، وكان فقيها جليلا، عارفا بعلوم الحديث والتفسير واللغة والأدب، ذكي الفؤاد، حسن الفهم، من أعيان مذهب المالكية. وكتابه في التفسير يسمى "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز".

وقد لخص فيه ابن عطية ما روي من التفسير بالمنقول وأضفى عليه من روحه العلمية الفياضة ما أكسبه دقة ورواجا، والكتاب يقع في عشر مجلدات كبار وكان مخطوطا إلى عهد قريب ثم طبع في المغرب سنة 1975 بتحقيق "المجلس العلمي بفاس - مديرية الشؤون الإسلامية- المملكة المغربية" والكتاب له شهرته، وينقل عنه كثير من المفسرين. وهو كثير الاهتمام بالشواهد الأدبية، والصناعة النحوية. ويقارن أبو حيان في مقدمة تفسيره بينه وبين تفسير الزمخشري فيقول: "وكتاب ابن عطية أنقل، وأجمع، وأخلص، وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص".

ويعقد ابن تيمية مقارنة بين الكتابين كذلك فيقول: "وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري، وأصح نقلا وبحثا، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير".

ويقول ابن تيمية كذلك: "وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة، [ ص: 355 ] وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل. فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري -وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا- ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة".

"

التالي السابق


الخدمات العلمية