الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4845 (22) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

                                                                                              [ 847 ] عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . فقلت : يا نبي الله ، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ! قال : ليس كذلك ; ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه .

                                                                                              وفي أخرى : والموت قبل لقاء الله .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 44 و 55) ، والبخاري (6507) ، ومسلم (2684) (15 و 16) ، والترمذي (1067) ، والنسائي (4 \ 10) ، وابن ماجه (4264) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (22) ومن باب : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

                                                                                              قولها " كلنا يكره الموت " قول من ظن أنه قد عبر عن الموت بلقاء الله تعالى توسعا ، فأجيب بما يقتضي أن لقاء الله بعد الموت ، وقد نص على ذلك [ ص: 644 ] في طريق آخر فقال : ولقاء الله بعد الموت .

                                                                                              وفي هذا الحديث ما يدل على أنه لا يخرج أحد من هذه الدار حتى يعلم ما له عند الله تعالى من خير أو شر ، وقد قيل ذلك في قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا [ يونس : 64 ]

                                                                                              وهذه الكراهية للموت هي الكراهية الطبيعية التي هي راجعة إلى النفرة عن المكروه والضرر واستصعاب ذلك على النفوس ، ولا شك في وجدانها لكل أحد ، غير أن من رزقه الله تعالى ذوقا من محبته أو انكشف له شيء من جمال حضرته غلب عليه ما يجده من خالص محبته ، فقال عند أزوف رحلته مخاطبا للموت وسكرته كما قال معاذ رضي الله عنه : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح اليوم من ندم !

                                                                                              وكان يقول عند اشتداد السكرات : اخنقني خنقك ، فوحقك إن قلبي ليحبك !




                                                                                              الخدمات العلمية