ولما تضمن هذا التهديد العلم والقدرة، قال عاطفا على ما تقديره: فلله كل ما شوهد من أمرنا وأمركم وأمر عالم [الغيب و] الشهادة كله ما كان من ابتداء أمورنا
nindex.php?page=treesubj&link=19647_29692_30347_32498_34091_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123ولله أي المحيط وحده بكل شيء مع ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123غيب السماوات والأرض أي: جميع ما غاب علمه عن العباد فهو تام العلم، [ومنه ما ينهى عنه وإن ظن الجهلة أنه خارج عن قدرته لما أظهر من الزجر عنه ومن كراهيته.
ولما كان السياق هنا لأنه سبحانه خلق الخلق ذواتهم ومعانيهم للاختلاف، وكان تهديدهم على المعاصي ربما أوهم أنه بغير إرادته، فكان ربما قال جاهل: أنا بريء من المخالفين لأوليائه كثيرا جدا، وعادة الخلق أن من خالفهم خارج عن أمرهم، كان الجواب على تقدير التسليم لهذا الأمر
[ ص: 407 ] الظاهر: فله كان الأمر كله ظاهرا وباطنا]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وإليه أي: وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123يرجع [بعد أن كان ظهر للجاهل أن خرج عنه]; والرجوع: ذهاب الشيء إلى حيث ابتدأ منه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123الأمر كله في الحال على لبس وخفاء، وفي المال على ظهور واتضاح وجلاء، فهو شامل القدرة كما هو شامل العلم، فلا بد من أن يرجع إليه أمرك وأمر أعدائك، أي يعمل فيه عمل من يرجع إليه الأمر فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، ولذلك سبب عن إسناد الأمور كلها [إليه قوله]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فاعبده أي: وحده عبادة لا شوب فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وتوكل معتمدا في أمورك كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123عليه فإنه القوي المتين، وفي تقديم الأمر \ بالعبادة على التوكل تنبيه على أنه إنما ينفع العابد.
ولما كانت العادة جارية بأن العالم قد يغفل، نزه عن ذلك سبحانه [نفسه] فقال مرغبا مرهبا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وما ربك أي المحسن إليك بما يعمله بإحاطة عمله إحسانا، وأغرق في النفي فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123بغافل عما تعملون [ولا تهديد أبلغ من العلم]، وهذا بعينه مضمون قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير
وَلَمَّا تَضَمَّنَ هَذَا التَّهْدِيدُ الْعِلْمَ وَالْقُدْرَةَ، قَالَ عَاطِفًا عَلَى مَا تَقْدِيرُهُ: فَلِلَّهِ كُلُّ مَا شُوهِدَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِكُمْ وَأَمْرِ عَالِمِ [الْغَيْبِ وَ] الشَّهَادَةِ كُلِّهِ مَا كَانَ مِنَ ابْتِدَاءِ أُمُورِنَا
nindex.php?page=treesubj&link=19647_29692_30347_32498_34091_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَلِلَّهِ أَيِ الْمُحِيطِ وَحْدَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مَعَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْ: جَمِيعُ مَا غَابَ عِلْمُهُ عَنِ الْعِبَادِ فَهُوَ تَامُّ الْعِلْمِ، [وَمِنْهُ مَا يَنْهَى عَنْهُ وَإِنْ ظَنَّ الْجَهَلَةُ أَنَّهُ خَارِجٌ عَنْ قُدْرَتِهِ لِمَا أُظْهِرَ مِنَ الزَّجْرِ عَنْهُ وَمِنْ كَرَاهِيَتِهِ.
وَلَمَّا كَانَ السِّيَاقُ هُنَا لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْخَلْقَ ذَوَاتَهُمْ وَمَعَانِيَهُمْ لِلِاخْتِلَافِ، وَكَانَ تَهْدِيدُهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي رُبَّمَا أَوْهَمَ أَنَّهُ بِغَيْرِ إِرَادَتِهِ، فَكَانَ رُبَّمَا قَالَ جَاهِلٌ: أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْمُخَالِفِينَ لِأَوْلِيَائِهِ كَثِيرًا جِدًّا، وَعَادَةُ الْخَلْقِ أَنَّ مَنْ خَالَفَهُمْ خَارِجٌ عَنْ أَمْرِهِمْ، كَانَ الْجَوَابُ عَلَى تَقْدِيرِ التَّسْلِيمِ لِهَذَا الْأَمْرِ
[ ص: 407 ] الظَّاهِرِ: فَلَهُ كَانَ الْأَمْرُ كُلُّهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَإِلَيْهِ أَيْ: وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123يُرْجَعُ [بَعْدَ أَنْ كَانَ ظَهَرَ لِلْجَاهِلِ أَنْ خَرَجَ عَنْهُ]; وَالرُّجُوعُ: ذَهَابُ الشَّيْءِ إِلَى حَيْثُ ابْتَدَأَ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123الأَمْرُ كُلُّهُ فِي الْحَالِ عَلَى لَبْسٍ وَخَفَاءٍ، وَفِي الْمَالِ عَلَى ظُهُورٍ وَاتِّضَاحٍ وَجَلَاءٍ، فَهُوَ شَامِلُ الْقُدْرَةِ كَمَا هُوَ شَامِلُ الْعِلْمِ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ أَمْرُكَ وَأَمْرُ أَعْدَائِكَ، أَيْ يَعْمَلُ فِيهِ عَمَلَ مَنْ يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْأَمْرُ فَيُجَازِي الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ، وَلِذَلِكَ سَبَّبَ عَنْ إِسْنَادِ الْأُمُورِ كُلِّهَا [إِلَيْهِ قَوْلَهُ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فَاعْبُدْهُ أَيْ: وَحْدَهُ عِبَادَةً لَا شَوْبَ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَتَوَكَّلْ مُعْتَمِدًا فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123عَلَيْهِ فَإِنَّهُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ، وَفِي تَقْدِيمِ الْأَمْرِ \ بِالْعِبَادَةِ عَلَى التَّوَكُّلِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا يَنْفَعُ الْعَابِدَ.
وَلَمَّا كَانَتِ الْعَادَةُ جَارِيَةً بِأَنَّ الْعَالِمَ قَدْ يَغْفُلُ، نَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ [نَفْسَهُ] فَقَالَ مُرَغِّبًا مُرَهِّبًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَمَا رَبُّكَ أَيِ الْمُحْسِنُ إِلَيْكَ بِمَا يَعْمَلُهُ بِإِحَاطَةِ عِمْلِهِ إِحْسَانًا، وَأَغْرَقَ فِي النَّفْيِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [وَلَا تَهْدِيدَ أَبْلَغُ مِنَ الْعِلْمِ]، وَهَذَا بِعَيْنِهِ مَضْمُونُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=2أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ