الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير

                                                                                                                                                                                                أنكر استعجالهم بالمتوعد به من العذاب العاجل أو الآجل ، كأنه قال : ولم يستعجلون به ؟ كأنهم يجوزون الفوت ؛ وإنما يجوز ذلك على ميعاد من يجوز عليه الخلف ، والله -عز وعلا- لا يخلف الميعاد وما وعده ليصيبنهم ولو بعد حين ، وهو سبحانه حليم لا يعجل ، ومن حلمه ووقاره واستقصاره المدد الطوال أن يوما واحدا عنده كألف سنة عندكم ، وقيل : معناه كيف يستعجلون بعذاب من يوم واحد من أيام عذابه في طول ألف سنة من سنيكم ؛ لأن أيام الشدائد مستطالة ، أو كأن ذلك اليوم الواحد لشدة عذابه كألف سنة من سني العذاب ، وقيل : ولن يخلف الله وعده في النظرة والإمهال ، وقرئ : "تعدون " : بالتاء والياء ، ثم قال : وكم من أهل قرية كانوا مثلكم ظالمين قد أنظرتهم حينا ثم أخذتهم بالعذاب والمرجع إلي وإلى حكمي .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : لم كانت الأولى معطوفة بالفاء ، وهذه بالواو ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : الأولى وقعت بدلا عن قوله : فكيف كان نكير ، وأما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين المعطوفتين بالواو ، أعني قوله : ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية