الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3680 376 - حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن الصنابحي ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال : إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا ننتهب ، ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك ، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " بايعوا " ، وفي قوله : " بايعناه " ، وأبو الخير ضد الشر اسمه مرثد بفتح الميم وبالثاء المثلثة وسكون الراء بينهما وبالدال المهملة ، والصنابحي بضم الصاد المهملة وتخفيف النون وكسر الباء الموحدة وبالحاء المهملة ، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ، مصغر عسلة بالمهملتين التابعي ، وأصله من اليمن ، خرج منها مهاجرا إلى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ، فمات - صلى الله عليه وسلم - وهو في الطريق .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أيضا في الديات عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم في الحدود عن قتيبة ومحمد بن رمح .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من النقباء " وهم الأشراف ، وقيل : الأمناء الذين يعرفون طرق أمورهم ، وقيل : شهداء القوم وضمناؤهم . قوله : " ولا ننتهب " بالنصب أيضا عطفا على المنصوبات قبله : أي لا نأخذ مال أحد بغير حقه ، وحمله بعضهم على العموم ، فمنعوا من النهب فيما أباحه مالكه في الأملاك وشبهها ، واحتج المجيز بأنه - صلى الله عليه وسلم - نحرت بدنات ، وقال : " من شاء فليقطع " . قوله : " ولا نعصي " بالعين والصاد المهملتين ، وهذه رواية أبي ذر ، وفي رواية غيره : " ولا نقضي " بالقاف والضاد المعجمة ، ومعنى الأولى أن لا نعصي الله في شيء من ذلك . قوله : " بالجنة " متعلق بقوله : " بايعناه " ، وحاصل المعنى أنا بايعناه على أن لا نفعل شيئا من المذكورات بمقابلة الجنة ، يعني يكون لنا الجنة عند ذلك ، ومعنى الثانية : لا نقضي له بالجنة ، بل الأمر فيه موكول إلى الله تعالى لا حتم في شيء منه ، وقال الكرماني : ويروى : فالجنة بالفاء ، ( قلت ) : ذكر ذلك وسكت ، فإن صحت الرواية بالفاء فالتقدير : فالجنة جزاؤنا إن فعلنا ذلك . قوله : " فإن غشينا " بالغين والشين المعجمتين من الغشيان وهو الإصابة . قوله : " شيئا " بالنصب مفعول غشينا ، ويروى إن غشينا بفتح الياء على لفظ الماضي ، ونا مفعوله ، وقوله : " شيء " بالرفع فاعله على هذه الرواية . قوله : " كان قضاء ذلك " : أي كان الحكم فيه عند الغشيان من ذلك مفوضا إلى الله تعالى إن شاء عاقب وإن شاء عفا ، اللهم اعف عنا يا كريم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية