الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2011 ) مسألة : قال : ( ومن نوى صيام التطوع من النهار ، ولم يكن طعم ، أجزأه ) وجملة ذلك أن صوم التطوع يجوز بنية من النهار ، عند إمامنا ، وأبي حنيفة ، والشافعي . وروي ذلك عن أبي الدرداء ، وأبي طلحة وابن مسعود ، وحذيفة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، والنخعي ، وأصحاب الرأي . وقال مالك ، وداود : لا يجوز إلا بنية من الليل ; لقوله عليه السلام { : لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل } . ولأن الصلاة يتفق وقت النية لفرضها ونفلها ، فكذلك الصوم . ولنا ، ما روت عائشة رضي الله عنها { قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال : هل عندكم من شيء ؟ قلنا : لا . قال : فإني إذا صائم } أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي . ويدل عليه أيضا حديث عاشوراء . ولأن الصلاة يخفف نفلها عن فرضها ، بدليل أنه لا يشترط القيام لنفلها ، ويجوز في السفر على الراحلة إلى غير القبلة ، فكذا الصيام . وحديثهم نخصه بحديثنا ، على أن حديثنا أصح من حديثهم ، فإنه من رواية ابن لهيعة ، ويحيى بن أيوب ، قال الميموني : سألت أحمد عنه ، فقال : أخبرك ما له عندي ذلك الإسناد ، إلا أنه عن ابن عمر وحفصة ، إسنادان جيدان .

                                                                                                                                            والصلاة يتفق وقت النية لنفلها وفرضها ; لأن اشتراط النية في أول الصلاة لا يفضي إلى تقليلها ، بخلاف الصوم فإنه يعين له الصوم من النهار ، فعفي عنه ، كما لو جوزنا التنفل قاعدا وعلى الراحلة ، لهذه العلة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية