الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1785 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وعطاء ، عن جابر بن عبد الله قال : كثرت القالة من الناس فخرجنا حجاجا حتى لم يكن بيننا وبين أن نحل إلا ليالي قلائل أمرنا بالإحلال فيروح أحدنا إلى عرفة وفرجه يقطر منيا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام خطيبا ، فقال : " أبالله تعلموني أيها الناس ، فأنا والله أعلمكم بالله ، وأتقاكم له ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت هديا ، ولحللت كما أحلوا ، فمن لم يكن معه هدي فليصم ثلاثة أيام ، وسبعة إذا رجع إلى أهله ، ومن وجد هديا فلينحر ، فكنا ننحر الجزور عن سبعة " .

                                                                                            قال عطاء قال ابن عباس رضي الله عنهما ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما ، فأصاب سعد بن أبي وقاص تيس فذبحه عن نفسه ، فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف ، فقام تحت يدي ناقته فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " اصرخ [ ص: 134 ] أيها الناس هل تدرون أي شهر هذا ؟ " قالوا : الشهر الحرام . قال : " فهل تدرون أي بلد هذا ؟ " قالوا : البلد الحرام ، ثم قال : " هل تدرون أي يوم هذا ؟ " قالوا : يوم الحج الأكبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قد حرم الله عليكم دماءكم ، وأموالكم ، كحرمة شهركم هذا ، وكحرمة بلدكم هذا ، وكحرمة يومكم هذا " فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجه " . وقال حين وقف بعرفة : " هذا الموقف ، وكل عرفة موقف " . وقال حين وقف على قزح : " هذا الموقف ، وكل المزدلفة موقف " . " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، وفيه ألفاظ من ألفاظ حديث جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جابر ، وفيه أيضا زيادة ألفاظ كثيرة " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية