الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 182 ] آ. (91) قوله تعالى: الذين جعلوا : فيه أوجه: أظهرها: أنه نعت للمقتسمين. الثاني: أنه بدل منه. الثالث: أنه بيان له. الرابع: أنه منصوب على الذم. الخامس: أنه خبر مبتدأ مضمر. السادس: أنه منصوب بالنذير المبين، قاله الزمخشري ، وهو مردود بإعمال الوصف الموصوف عند البصريين، وتقدم تقريره.

                                                                                                                                                                                                                                      و "عضين" جمع "عضة" وهي الفرقة، فـ "العضين" الفرق، ومعنى جعلهم القرآن كذلك: أن بعضهم جعله شعرا، وبعضهم سحرا، وبعضهم كهانة، نعوذ بالله من ذلك. وقيل: العضه: السحر بلغة قريش، يقولون: هو عاضه وهي عاضهة. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2953 - أعوذ بربي من النافثا ت في عقد العاضه المعضه

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الحديث: "لعن العاضهة والمستعضهة"، أي: الساحرة والمستسحرة. وقيل: هو من العضه، وهو الكذب والبهتان. يقال: عضهه عضها وعضيهة، أي: رماه بالبهتان، وهذا قول الكسائي. وقيل: هو من العضاه، وهي شجر له شوك مؤذ، قاله الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي لام "عضة" قولان يشهد لكل منهما التصريف: الواو، لقولهم: عضوات، واشتقاقها من العضو، لأنه جزء من كل، ولتصغيرها على عضية، والهاء [ ص: 183 ] لقولهم: عضيهة وعاضه وعاضهة وعضه، وفي الحديث: "لا تعضية في ميراث" وفسر بأن لا تفريق فيما يضر بالورثة، تفريقه كسيف يكسر بنصفين فينقص ثمنه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري : "عضين: أجزاء، جمع عضة، وأصلها عضوة فعلة، من عضا الشاة إذا جعلها أعضاء. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2954 - وليس دين الله بالمعضى

                                                                                                                                                                                                                                      وجمع عضة على عضين، كما جمع سنة وثبة وظبة، وبعضهم يجري النون بالحركات مع الياء، وقد تقدم تقرير ذلك، وحينئذ تثبت نونه في الإضافة فيقال: هذه عضينك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية