الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها

                                                                                                                                                                                                                                        كذبت ثمود بطغواها فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : بطغيانها ومعصيتها ، قاله مجاهد وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : بأجمعها ، قاله محمد بن كعب .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : بعذابها ، قاله ابن عباس . قالوا كان اسم العذاب الذي جاءها الطغوى . فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : معناه فغضب عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : معناه فأطبق عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : معناه فدمر عليهم ، وهو مثل دمدم ، كلمة بالحبشية نطقت بها العرب . فسواها فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : فسوى بينهم في الهلاك ، قاله السدي ويحيى بن سلام .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : فسوى بهم الأرض ، ذكره ابن شجرة . ويحتمل ثالثا : فسوى من بعدهم من الأمم . ولا يخاف عقباها فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : ولا يخاف الله عقبى ما صنع بهم من الهلاك ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا يخاف الذي عقرها عقبى ما صنع من عقرها ، قاله الحسن . ويحتمل ثالثا : ولا يخاف صالح عقبى عقرها ، لأنه قد أنذرهم ونجاه الله تعالى حين أهلكهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية