الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (40) وقوله تعالى: كن فيكون : قد تقدم ذلك في [ ص: 220 ] البقرة. واللام في "لشيء" وفي "له" لام التبليغ كهي في: "قلت له قم". وجعلها الزجاج للسبب فيهما، أي: لأجل شيء، أن نقول لأجله، وليس بواضح. وقال ابن عطية: وقوله تعالى: إن نقول ينزل منزلة المصدر، كأنه قال: قولنا، ولكن "أن" مع الفعل تعطي استقبالا ليس في المصدر في أغلب أمرها، وقد تجيء في مواضع لا يلحظ فيها الزمن كهذه الآية، وكقوله: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره إلى غير ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشيخ: وقوله: "في أغلب أمرها" ليس بجيد بل تدل على المستقبل في جميع أمورها، وقوله: "وقد تجيء إلى آخره" لم يفهم ذلك من "أن"، إنما فهم من نسبة قيام السماء والأرض بأمر الله لأنه لا يختص بالمستقبل دون الماضي في حقه تعالى، ونظيره: وكان الله غفورا رحيما و "كان" تدل على اقتران مضمون الجملة بالزمن الماضي، وهو تعالى متصف بذلك في كل زمن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية