الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (84) قوله تعالى: ويوم نبعث : فيه أوجه، أحدها: أنه منصوب بإضمار اذكر. الثاني: بإضمار "خوفهم". الثالث: تقديره: ويوم نبعث وقعوا في أمر عظيم. الرابع: أنه معطوف على ظرف محذوف، أي: ينكرونها اليوم ويوم نبعث.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ثم لا يؤذن قال الزمخشري : "فإن قلت: ما معنى "ثم" [ ص: 278 ] هذه؟ قلت: معناه أنهم يمنون بعد شهادة الأنبياء بما هو أطم منه، وهو أنهم يمنعون الكلام، فلا يؤذن لهم في إلقاء معذرة ولا إدلاء بحجة". انتهى. ومفعول الإذن محذوف، أي: لا يؤذن لهم في الكلام، كما قاله الزمخشري ، أو: في الرجوع إلى الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولا هم يستعتبون أي: لا تزال عتباهم، وهي ما يعتبون عليها ويلامون. يقال: استعتبت فلانا بمعنى أعتبته، أي: أزلت عتباه، واستفعل بمعنى أفعل غير مستنكر. قالوا: استدنيت فلانا، وأدنيته، بمعنى واحد. وقيل: السين على بابها من الطلب، ومعناه: أنهم لا يسألون أن يرجعوا عما كانوا عليه في الدنيا، فهذا استعتاب معناه طلب عتباهم. وقال الزمخشري : "ولا هم يسترضون أي: لا يقال لهم: أرضوا ربكم; لأن الآخرة ليست بدار عمل". وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله في سورة حم السجدة; لأنه أليق به لاختلاف القراء فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية