الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (103) قوله تعالى: لسان الذي : العامة على إضافة "لسان" إلى ما بعده. واللسان: اللغة. وقرأ الحسن: "اللسان" معرفا بأل، و "الذي" نعت له. وفي هذه الجملة وجهان، أحدهما: لا محل لها لاستئنافها، قاله الزمخشري . والثاني: أنها حال من فاعل "يقولون"، أي: يقولون ذلك والحال هذه، أي: علمهم بأعجمية هذا البشر وإبانة عربية هذا القرآن كان ينبغي أن يمنعهم من تلك المقالة، كقولك: "تشتم فلانا وهو قد أحسن إليك"، أي: وعلمك بإحسانه إليك كان يمنعك من شتمه، قاله الشيخ. ثم قال: "وإنما ذهب إلى الاستئناف لا إلى الحال; لأن من مذهبه أن مجيء الحال اسمية من غير واو شاذ، وهو مذهب مرجوح تبع فيه الفراء".

                                                                                                                                                                                                                                      و "أعجمي" خبر على كلتا القراءتين. والأعجمي: من لم يتكلم بالعربية. وقال الراغب: "العجم خلاف العرب، والعجمي منسوب إليهم، والأعجم من في لسانه عجمة عربيا كان أو غير عربي; اعتبارا بقلة فهمه من العجمة. والأعجمي منسوب إليه، ومنه قيل للبهيمة "عجماء" من حيث [ ص: 288 ] إنها لا تبين، و "صلاة النهار عجماء"، أي: لا يجهر فيها. والعجم: النوى لاختفائه. وحروف المعجم، قال الخليل: "الحروف المقطعة لأنها أعجمية". قال بعضهم: معناه أن الحروف المجردة لا تدل على ما تدل عليه الموصولة. وأعجمت الكتاب ضد أعربته، وأعجمته: أزلت عجمته كأشكيته، أي: أزلت شكايته، وسيأتي لهذا أيضا مزيد بيان إن شاء الله في الشعراء، وحم السجدة. وتقدم خلاف القراء في "يلحدون" في الأعراف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية