الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله تعالى: وآتينا : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن تعطف هذه الجملة على الجملة السابقة من تنزيه الرب تبارك وتعالى ولا يلزم في عطف الجمل مشاركة في خبر ولا غيره. الثاني: قال العسكري: إنه معطوف على "أسرى". واستبعده الشيخ. ووجه [ ص: 309 ] الاستبعاد: أن المعطوف على الصلة صلة، فيؤدي التقدير إلى ضرورة التركيب: سبحان الذي أسرى وآتينا، وهو في قوة: الذي آتينا موسى، فيعود الضمير على الموصول ضمير تكلم من غير مسوغ لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه معطوف على ما في قوله "أسرى" من تقدير الخبر كأنه قال: أسرينا بعبدنا، وأريناه آياتنا وآتينا، وهو قريب من تفسير المعنى لا الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وجعلناه" يجوز أن يعود ضمير النصب للكتاب، وهو الظاهر، وأن يعود لموسى عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لبني إسرائيل يجوز تعلقه بنفس "هدى" كقوله: يهدي للحق ، وأن يتعلق بالجعل، أي: جعلناه لأجلهم، وأن يتعلق بمحذوف نعتا ل "هدى".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ألا تتخذوا يجوز أن تكون "أن" ناصبة على حذف حرف العلة، أي: لئلا تتخذوا. وقيل: "لا" مزيدة، والتقدير: كراهة أن تتخذوا، وأن تكون المفسرة و "لا" ناهية، فالفعل منصوب على الأول مجزوم على الثاني، وأن تكون مزيدة عند بعضهم، والجملة التي بعدها معمولة لقول مضمر، أي: مقولا لهم: لا تتخذوا، أو قلنا لهم: لا تتخذوا، وهذا ظاهر في قراءة الخطاب. وهذا مردود بأنه ليس من مواضع زيادة "أن".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو: "أن لا يتخذوا" بياء الغيبة جريا على قوله: لبني إسرائيل والباقون بالخطاب التفاتا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية