الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            الفصل السادس

                                                                                                                                                                                                                                            في الصفات الإضافية مع السلبية

                                                                                                                                                                                                                                            اعلم أن " الأول " هو الذي يكون سابقا على غيره ، ولا يسبقه غيره ، فكونه سابقا على غيره إضافة وقولنا إنه لا يسبقه غيره فهو سلب ، فلفظ " الأول " يفيد حالة متركبة من إضافة وسلب ، " والآخر " هو الذي يبقى بعد غيره ، ولا يبقى بعده غيره ، والحال فيه كما تقدم ، أما لفظ " الظاهر " فهو إضافة محضة ؛ لأن معناه كونه ظاهرا بحسب الدلائل ، وأما لفظ " الباطن " فهو سلب محض ؛ لأن معناه كونه خفيا بحسب الماهية .

                                                                                                                                                                                                                                            ومن الأسماء الدالة على مجموع إضافة وسلب " القيوم " لأن هذا اللفظ يدل على المبالغة في هذا المعنى ، وهذه المبالغة تحصل عند اجتماع أمرين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن لا يكون محتاجا إلى شيء سواه البتة ، وذلك لا يحصل إلا إذا كان واجب الوجود في ذاته وفي جملة صفاته .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن يكون كل ما سواه محتاجا إليه في ذواتها وفي جملة صفاتها ، وذلك بأن يكون مبدأ لكل ما سواه ، فالأول سلب ، والثاني إضافة ومجموعهما هو القيوم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية