الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولقد أكد الله سبحانه وتعالى الإخبار بخلقه لهذا الوجود بالحق، فقال عز من قائل: إن ربك هو الخلاق العليم .

                                                          [ ص: 4109 ] عبر بـ ( ربك ) للإشارة إلى أمرين:

                                                          الأمر الأول: أنه هو الذي يقوم عليه، ويدير له أمر دعوته، بألا يسلم للكفر، ويصطبر ويعامل بالتقريب لا بالتبعيد.

                                                          الأمر الثاني: هو الذي يدبر أمر هذا الوجود، ويرتب حاضره وقابله، وأن الحق في النهاية إليه بأمر ربه.

                                                          و الخلاق الكثير الخلق بكثرة هذا الوجود من سماوات وأرضين وملائكة وإنس وجن، و العليم الذي يعلم كل ما خلق ويعلم الماضي والحاضر والقابل، ويدبر الأمر على مقتضى علمه وحكمته، فهو يمهل الأشرار ولا يتركهم، ويجازي الأبرار ويحوطهم برحمته، ويثبت الحق بدعائم من الحق، ويعطي كلا جزاءه في الدنيا أو الآخرة على حسب ما يقتضي علمه وحكمته،

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية