الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين

                                                                                                                                                                                                المبصرة : الظاهرة البينة . جعل الإبصار لها وهو في الحقيقة لمتأمليها ، لأنهم بسوها وكانوا بسبب منها بنظرهم وتفكرهم فيها . ويجوز أن يراد بحقيقة الإبصار : كل ناظر فيها من كافة أولي العقل ، وأن يراد إبصار فرعون وملئه ، لقوله : واستيقنتها أنفسهم أو جعلت كأنها تبصر فتهدي ، لأن العمي لا تقدر على الاهتداء ، فضلا أن تهدي غيرها . ومنه قولهم : كلمة عيناء ، وكلمة عوراء ، لأن الكلمة الحسنة ترشد ، والسيئة تغوي . ونحوه قوله تعالى : لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر [الإسراء : 102 ] فوصفها بالبصارة ، كما وصفها بالإبصار . وقرأ علي بن الحسين -رضي الله عنهما- وقتادة : "مبصرة " ، وهي نحو : مجبنة ومبخلة ومجفرة ، أي : مكانا يكثر فيه التبصر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية