الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 529 ] مسألة : وشهادة ولد الزنى جائزة في الزنى وغيره ، ويلي القضاء ، وهو كغيره من المسلمين .

                                                                                                                                                                                          ولا يخلو أن يكون عدلا فيقبل ، فيكون كسائر العدول ، أو غير عدل فلا يقبل في شيء أصلا .

                                                                                                                                                                                          ولا نص في التفريق بينه وبين غيره - وهو قول أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي سليمان - وهو قول الحسن ، والشعبي ، وعطاء بن أبي رباح ، والزهري - وروي عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                          وروي عن نافع : لا تجوز شهادته ، وقال مالك ، والليث : يقبل في كل شيء إلا في الزنى - وهذا فرق لا نعرفه عن أحد قبلهما - قال الله عز وجل : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم } وإذا كانوا إخواننا في الدين فلهم ما لنا وعليهم ما علينا .

                                                                                                                                                                                          فإن قيل : قد جاء " ولد الزنا شر الثلاثة " .

                                                                                                                                                                                          فقلنا : هذا عليكم لأنكم تقبلونه فيما عدا الزنى ، ومعنى هذا الخبر عندنا : أنه في إنسان بعينه للآية التي ذكرنا ، ولأنه قد كان فيمن لا يعرف أبوه ، ومن لا يعدله جميع أهل الأرض ، من حين انقراض عصر الصحابة - رضي الله عنهم - إلى يوم القيامة - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية