الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أفلم يدبروا القول الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : أفلم يدبروا القول قال : إذن والله كانوا يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله، لو تدبره القوم وعقلوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي صالح في قوله : أم لم يعرفوا رسولهم قال : عرفوه ولكنهم حسدوه . وفي قوله : ولو اتبع الحق أهواءهم قال : الحق الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : بل أتيناهم بذكرهم قال : بينا لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : بل أتيناهم بذكرهم قال : هذا القرآن . وفي قوله : أم تسألهم خرجا يقول : أم تسألهم على ما أتيناهم به جعلا .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : خرجا قال : أجرا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 609 ] وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : الخرج وما قبلها من القصه لكفار قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ : أم تسألهم خرجا بغير ألف : فخراج ربك بالألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن الحسن أنه قرأ : ( أم تسألهم خراجا فخراج ربك خير ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم قال : ما فيه عوج . ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له : أسلم ، فتصعد له ذلك وكبر عليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو كنت في طريق وعر وعث فلقيت رجلا تعرف وجهه وتعرف نسبه، فدعاك إلى طريق واسع سهل أكنت تتبعه؟ قال : نعم ، قال : فوالذي نفس محمد بيده إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو كنت فيه ، وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك الطريق لو دعيت إليه . وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له : أسلم ، فصعده ذلك فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت فتييك أحدهما إن [ ص: 610 ] حدثك صدقك، وإن ائتمنته أدى إليك، والآخر إن حدثك كذبك، وإن ائتمنته خانك قال : بلى ، فتاي الذي إذا حدثني صدقني، وإن ائتمنته أدى إلي ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : كذاكم أنتم عند ربكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله : وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون قال : عن الحق لحائدون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ( عن الصراط لناكبون ) قال : عن الحق عادلون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله : ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر قال : الجوع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية