الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          واختلفوا في فرق من سورة الشعراء من أجل كسر حرف الاستعلاء ، وهو القاف فذهب جمهور المغاربة ، والمصريين إلى ترقيقه ، وهو الذي قطع به في التبصرة ، والهداية ، والهادي ، والكافي ، والتجريد ، وغيرها .

                                                          وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم ، وهو الذي يظهر من نص التيسير وظاهر العنوان والتلخيصين ، وغيرها . وهو القياس ، ونص على الوجهين صاحب جامع البيان ، والشاطبية ، والإعلان ، وغيرها . والوجهان صحيحان إلا أن النصوص متواترة على الترقيق ، وحكى غير واحد عليه الإجماع ، وذكر الداني في غير التيسير ، والجامع ، أن من الناس من يفخم راء فرق من أجل حرف الاستعلاء قال : والمأخوذ به الترقيق لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر انتهى .

                                                          والقياس [ ص: 104 ] إجراء الوجهين في فرقة حالة الوقف لمن أمال هاء التأنيث ، ولا أعلم فيها نصا - والله أعلم - .

                                                          ( وأما مرفقا ) ، فقد ذكر بعض أهل الأداء تفخيمها لمن كسر الميم من أهل البصرة والكوفة من أجل زيادة الميم وعروض كسرتها ، وبه قطع في التجريد وحكاه في الكافي أيضا عن كثير من القراء ، ولم يرجح شيئا والصواب فيه الترقيق وأن الكسرة فيه لازمة وإن كانت الميم زائدة كما سيأتي ، ولولا ذلك لم يرقق إخراجا و المحراب لورش ، ولا فخمت إرصادا ، و المرصاد من أجل حرف الاستعلاء ، وهو مجمع عليه - والله أعلم - .

                                                          وسيأتي بيان ذلك آخر الباب ، وأما الراء الساكنة المتطرفة فتكون كذلك بعد فتح ، وبعد ضم ، وبعد كسر فمثالها بعد الفتح : يغفر ، و لم يتغير ، و لا يسخر ، و لا تذر ، و لا تقهر ، و لا تنهر ، ومثالها بعد الضم فانظر ، و أن اشكر ، فلا تكفر فلا خلاف في تفخيم الراء في جميع ذلك لجميع القراء .

                                                          ومثالها بعد الكسر استغفر ، و يغفر ، وأبصر ، وقدر ، واصبر ، واصطبر ، ولا تصعر ، ولا خلاف في ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ، ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعدها في هذا القسم لانفصاله عنها ، وذلك نحو فاصبر صبرا ، و أن أنذر قومك ، ولا تصعر خدك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية