الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4416 213 - حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه أن قريشا لما أبطؤوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال: اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين قال الله إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدخان ومضت البطشة.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 307 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 307 ] مطابقته للترجمة من حيث إن في نفس الحديث فأتاه أبو سفيان فقال: "يا محمد إنك تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم" الحديث، وقد مضى في كتاب الاستسقاء في باب دعاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: اجعلها سنين كسني يوسف، فدعا لهم بكشف العذاب، ففيه أنه عفا عن قومه كما أن يوسف عليه السلام عفا عن زليخا.

                                                                                                                                                                                  والحميدي عبد الله، وسفيان ابن عيينة، والأعمش سليمان، ومسلم بن صبيح -بضم الصاد المهملة، وفتح الباء الموحدة- وكنيته أبو الضحى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (سفيان عن الأعمش) وفي مسند الحميدي: عن سفيان أخبرني الأعمش، أو أخبرت عنه، كذا بالشك، وكذا في رواية أبي نعيم في المستخرج من طريقه، وفي رواية الإسماعيلي عن سفيان قال: سمعت من الأعمش أو أخبرت عنه.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: هذا الشك أما يقدح في صحة الحديث؟

                                                                                                                                                                                  قلت: لأنه مضى في الاستسقاء من طريق أخرى عن الأعمش من غير رواية ابن عيينة، فتكون هذه معدودة في المتابعات.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حصت) بالمهملتين أي أذهبت، يقال: سنة حصاء أي جرداء لا خير فيها، والبطشة يوم بدر، وقد استقصينا الكلام فيه في كتاب الاستسقاء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية