الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4417 [ ص: 308 ] 214 - حدثنا سعيد بن تليد، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  يمكن أن يؤخذ وجه المطابقة بين الترجمة والحديث من قوله: "ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" على ما لا يخفى على المتأمل الفطن.

                                                                                                                                                                                  وسعيد بن تليد -بفتح التاء المثناة من فوق، وكسر اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وبالدال المهملة- وهو سعيد بن عيسى بن تليد المصري، مر في كتاب بدء الخلق، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي -بضم العين المهملة، وفتح التاء المثناة من فوق، وبعدها قاف- المصري الفقيه صاحب الإمام مالك، وراوي المدونة من علمه، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع.

                                                                                                                                                                                  وهذا الإسناد من أوله إلى قوله: عن ابن شهاب مصريون، ومن ابن شهاب إلى آخره مدنيون، وفيه رواية الأقران؛ لأن عمرو بن الحارث المصري الفقيه المشهور من أقران يونس بن يزيد.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد) قد مر في (باب: ولوطا إذ قال لقومه) فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج، والحديث من قوله: "ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" قد مر في باب قول الله تعالى لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن محمد بن أسماء إلى آخره، وقوله: ونحن أحق من إبراهيم إلى آخره قد مر في تفسير سورة البقرة في (باب: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) فإنه أخرجه هناك عن أحمد بن صالح، وقد مر الكلام في الكل مستقصى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية