الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شدد ) * فيه يرد مشدهم على مضعفهم المشد : الذي دوابه شديدة قوية ، والمضعف الذي دوابه ضعيفة . يريد أن القوي من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة .

                                                          * وفيه لا تبيعوا الحب حتى يشتد أراد بالحب الطعام ، كالحنطة والشعير ، واشتداده : قوته وصلابته .

                                                          ( س ) وفيه من يشاد الدين يغلبه أي يقاويه ويقاومه ، ويكلف نفسه من العبادة فيه فوق طاقته . والمشاددة : المغالبة . وهو مثل الحديث الآخر إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق .

                                                          * ( هـ ) ومنه الحديث ألا تشد فنشد معك أي تحمل على العدو فنحمل معك . يقال شد في الحرب يشد بالكسر .

                                                          * ومنه الحديث ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب أي حمل عليه فقتله .

                                                          [ ص: 452 ] * وفي حديث قيام رمضان أحيا الليل وشد المئزر هو كناية عن اجتناب النساء ، أو عن الجد والاجتهاد في العمل ، أو عنهما معا .

                                                          * وفي حديث القيامة كحضر الفرس ، ثم كشد الرجل الشد : العدو .

                                                          * ومنه حديث السعي لا تقطع الوادي إلا شدا أي عدوا .

                                                          ( س ) وفي حديث الحجاج : هذا أوان الحرب فاشتدي زيم زيم : اسم ناقته أو فرسه .

                                                          * وفي حديث أحد حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل أي يعدون ، هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي . والذي جاء في كتاب البخاري يشتدن هكذا جاء بدال واحدة . والذي جاء في غيرهما يسندن بالسين المهملة والنون : أي يصعدن فيه ، فإن صحت الكلمة على ما في البخاري - وكثيرا ما يجيء أمثالها في كتب الحديث ، وهو قبيح في العربية ، لأن الإدغام إنما جاز في الحرف المضعف لما سكن الأول وتحرك الثاني ، فأما مع جماعة النساء فإن التضعيف يظهر ; لأن ما قبل نون النساء لا يكون إلا ساكنا فيلتقي ساكنان ، فيحرك الأول وينفك الإدغام ، فتقول يشتددن - فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل ، يقولون : ردت ، وردت ، وردن ، يريدون رددت ، ورددت ، ورددن . قال الخليل : كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول التاء والنون ، فيكون لفظ الحديث يشتدن .

                                                          * وفي حديث عتبان بن مالك فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اشتد النهار أي علا وارتفعت شمسه .

                                                          * ومنه قصيد كعب بن زهير : شد النهار ذراعا عيطل نصف قامت فجاوبها نكد مثاكيل أي وقت ارتفاعه وعلوه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية