الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2425 ) فصل : ولا فرق بين الحصر العام في حق الحاج كله ، وبين الخاص في حق شخص واحد ، مثل أن يحبس بغير حق ، أو أخذته اللصوص وحده ; لعموم النص ، ووجود المعنى في الكل . فأما من حبس بحق عليه ، يمكنه الخروج منه ، لم يكن له التحلل ; لأنه لا عذر له في الحبس . وإن كان معسرا به عاجزا عن أدائه ، فحبسه بغير حق ، فله التحلل ، كمن ذكرنا . وإن كان عليه دين مؤجل ، يحل قبل قدوم الحاج ، فمنعه صاحبه من الحج ، فله التحلل أيضا ; لأنه معذور .

                                                                                                                                            ولو أحرم العبد بغير إذن سيده أو المرأة للتطوع بغير إذن زوجها ، فلهما منعها ، وحكمهما حكم المحصر . ( 2426 ) فصل : إن أمكن المحصر الوصول من طريق أخرى ، لم يبح له التحلل ، ولزمه سلوكها ، بعدت أو قربت ، خشي الفوات أو لم يخشه ، فإن كان محرما بعمرة لم يفت ، وإن كان بحج ففاته ، تحلل بعمرة . وكذا لو لم يتحلل المحصر حتى خلي عنه ، لزمه السعي ، وإن كان بعد فوات الحج ، ليتحلل بعمرة ، ثم هل يلزمه القضاء إن فاته الحج ؟ فيه روايتان : إحداهما ، يلزمه ، كمن فاته بخطأ الطريق . والثانية ، لا يجب ; لأن سبب الفوات الحصر ، أشبه من لم يجد طريقا أخرى ، بخلاف المخطئ .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية