الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في مسحه- صلى الله عليه وسلم- على الخف والجبائر

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في أن النبي- صلى الله عليه وسلم- «مسح على الخفين خلافا للمبتدعة» .

                                                                                                                                                                                                                              روى الأئمة مالك ، والشافعي ، وأحمد ، والبخاري ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن سلمان- رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «يمسح على خفيه وعلى خماره» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة الشافعي ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي ، عن بلال- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «مسح على الخفين والخمار» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم- وقال : على شرطهما ، وأقره الذهبي - عنه قال : «دخلت الأسواق مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذهب لحاجته ، قال : فجاء فناولته ماء فتوضأ ، ثم ذهب ليخرج ذراعيه من جبته فلم يقدر ، فأخرجهما من تحت الجبة فتوضأ ، ومسح على الخفين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبزار- بسند جيد- عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين ، وعلى الخمار ، وعلى العمامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «ما زال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يمسح منذ أنزل عليه المائدة ، حتى لحق بالله عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني - بسند حسن- عن ربيعة بن كعب الأسلمي- رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              قال جرير بن عبد الله- رضي الله تعالى عنه- قال : «قدمت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد نزول المائدة ، فرأيته يمسح على الخفين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الجماعة عنه قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بال ثم توضأ ومسح على الخفين» زاد الترمذي في رواية : فقيل له : قبل المائدة أو بعد المائدة ؟ فقال : ما أسلمت إلا بعد المائدة . [ ص: 55 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال الأعمش : قال إبراهيم : «وكان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير كان بعد المائدة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر فأهويت لأنزع خفيه ، فقال : «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين» ، فمسح عليهما .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي - وقال : حسن صحيح- وابن ماجه عنه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين والنعلين» .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو داود : «كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث هذا الحديث» ؛ لأن المعروف عن المغيرة «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن ابن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «أن النجاشي أهدى لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- خفين أسودين ساذجين ، فلبسهما . ثم توضأ ، ومسح عليهما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود - وقال : ليس إسناده بمتصل- عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : «مسح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الجوربين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن أوس بن أبي أوس- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على نعليه ، وقدميه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبخاري عن عمرو بن أمية الضمري : قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسح على عمامته وعلى خفيه» . [ ص: 56 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن المغيرة قال : مسح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الخفين ، فقلت : يا رسول الله نسيت . فقال : «بل أنت نسيت ، بهذا أمرني ربي عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عنه ، أنه غزا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غزوة تبوك ، قال : فتبرز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل الحائط ، فحملت معه إداوة قبل الفجر ، فلما رجع أخذت أهريق على يديه من الإداوة ، فغسل يديه ووجهه وعليه جبة من صوف [فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة ، فغسل ذراعيه ومسح برأسه ، ثم أهويت لأنزع خفيه] ، فقال :

                                                                                                                                                                                                                              «دعهما ، فإني أدخلتهما طاهرتين»
                                                                                                                                                                                                                              ، فمسح عليهما . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ، وفيما ذكر كفاية .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية