الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20910 [ ص: 432 ] 9135 - (21419) - (5\159) عن أبي ذر، قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئا من الشهر، حتى إذا كان ليلة أربع وعشرين، قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يذهب ثلث الليل، فلما كانت الليلة التي تليها، لم يقم بنا، فلما كانت ليلة ست وعشرين، قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يذهب شطر الليل. قال: قلت: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه قال: " لا، إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة " فلما كانت الليلة التي تليها لم يقم بنا، فلما أن كانت ليلة ثمان وعشرين، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله واجتمع له الناس، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد يفوتنا الفلاح. قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا يا ابن أخي شيئا من الشهر.

التالي السابق


* قوله : "لم يقم بنا شيئا": أي: زائدا على الصلاة المكتوبة.

* "حتى كاد أن يذهب ثلث الليل": أي: فرغ من القيام.

* "نفلتنا": - بتشديد الفاء - أي: لو زدتنا صلاة بقية الليل.

* "إن الرجل. . . إلخ": تحريض لهم على اتباع الإمام، وأن الإمام لا يكلف بما زاد على ما فعل.

* "السحور": قيل: سمي فلاحا؛ لأن الفلاح: البقاء، والسحور سبب لبقاء الصوم، ومعين عليه.

* * *




الخدمات العلمية