الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات

                                          [ 16067] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير عن يزيد بن عبد الله عن أبي الحسن، مولى بني نوفل أن حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت: والشعراء يتبعهم الغاوون يبكيان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرؤها عليهما: والشعراء يتبعهم الغاوون حتى بلغ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: أنتم .

                                          [16068] حدثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي الحسن البراد، قال: لما نزلت هذه الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت يبكون فذكر نحوه .

                                          [ 16069 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو سلمة، ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة، قال: لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون إلى قوله: يقولون ما لا يفعلون قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله قد علم الله أنى منهم، فأنزل الله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله:" منقلبون "

                                          [ 16070 ] حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله.... قال: ثم استثنى فقال: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعني: حسان، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، كانوا يذبون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بهجاء المشركين .

                                          [ 16071] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني، فيما كتبه إلي، أنبأ عبد الرزاق، ثنا معمر عن قتادة، في قوله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: هم الأنصار الذين هاجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                          [ ص: 2835 ] [ 16072 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد عن قتادة، قوله: وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم.

                                          قوله تعالى: وذكروا الله كثيرا

                                          [ 16073] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وذكروا الله كثيرا في كلامهم.

                                          [ 16074 ] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير عن يزيد بن عبد الله عن أبي الحسن البراد مولى بني نوفل، أن حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: أنتم وذكروا الله كثيرا قال: أنتم.

                                          قوله تعالى: كثيرا

                                          [ 16075 ] حدثنا أبي ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، يعني قوله: وذكروا الله كثيرا قال: لا يكون العبد من الذاكرين لله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.

                                          قوله تعالى: وانتصروا من بعد ما ظلموا

                                          [ 16076] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: يردوا على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين.

                                          [ 16077] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قراءة، أنبأ ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي الحسن البراد، قال: لما أنزلت هذه الآية: والشعراء يتبعهم الغاوون قال: جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت قالوا: يا رسول الله: والله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء هلكنا قال: فأنزل الله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا عليهم: إلا الذين آمنوا وعملوا [ ص: 2836 ] الصالحات أنتم وذكروا الله كثيرا أنتم وانتصروا من بعد ما ظلموا أنتم. قال أبو محمد: قد سقط من الإسناد رجل إنما يرويه ابن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حسن البراد .

                                          [ 16078 ] حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قوله: وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: عبد الله بن رواحة وأصحابه.

                                          [16079] حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: نزلت في عبد الله بن رواحة الشاعر وفي شعراء الأنصار.

                                          [ 16080] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة، قوله: وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: هي في بعض القراءة " وانتصروا بمثل ما ظلموا" قال: أنزلت هذه الآية في رهط من الأنصار كانوا يهاجون عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - منهم كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة.

                                          قوله تعالى: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

                                          [ 16081 ] حدثنا أبي ، ثنا علي بن محمد الطنافسي، ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن رباح عن صفوان بن محرز، أنه كان إذا قرأ هذه الآية فبكى حتى أقول قد اندق قضيب زوره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

                                          [ 16082 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود، ثنا إياس بن أبي تميمة، قال: حضرت الحسن ومر عليه بجنازة نصراني، فقال الحسن، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

                                          [ 16083] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد عن قتادة، قوله: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وسيعلم الذين ظلموا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون.

                                          [ 16084] ذكر عن زكريا بن يحيى الواسطي، حدثني الهيثم بن محفوظ أبو سعيد النهدي، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: كتب أبي وصية سطرين: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به [ ص: 2837 ] أبو بكر بن أبي قحافة، عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه، وإن يجر يبدل فلا أعلم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

                                          [16085] ذكر عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا ابن وهب، أنبأ أبو شريح الإسكندراني عن بعض المشيخة، أنهم كانوا بأرض الروم، فبينا هم ليلة على نار يشتوون عليها أو يصطلون، إذا بركبان قد أقبلوا فقاموا إليهم فإذا فضالة بن عبيد فيهم فأنزلوا فجلس معهم قال: وصاحب لنا قائم يصلي قال: حتى مر بهذه الآية: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فقال فضالة بن عبيد: هم الذين يخربون البيت.

                                          آخر تفسير سورة الشعراء

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية