الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ؛ فأمر الله - عز وجل - بالاستئذان في الأوقات التي يتخلى فيها؛ ويتكشفون؛ وبينها فقال: من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ؛ يعنى به العتمة؛ عشاء الآخرة؛ فأعلم أنها عورات؛ فقال ثلاث عورات لكم ؛ على معنى: " هي ثلاث عورات لكم " ؛ وقرئت: " ثلاث عورات لكم " ؛ والإسكان أكثر؛ لثقل الحركة والواو؛ تقول: " طلحة " ؛ و " طلحات " ؛ و " جمرة " ؛ و " جمرات " ؛ ويجوز في " لوزة " ؛ " لوزات " ؛ بحركة الواو؛ والأجود: " لوزات " ؛ ويجوز: " ثلاث عورات " ؛ بالنصب؛ على معنى: " ليستأذنوكم ثلاث عورات " ؛ أي: " في أوقات ثلاث عورات " ؛ وقوله: ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ؛ أي: ليس عليكم جناح ولا عليهم في ألا يستأذنوا بعد أن يمضي كل وقت من هذه. [ ص: 53 ] وقوله (تعالى): طوافون عليكم ؛ على معنى: " هم طوافون عليكم " ؛ وقوله: بعضكم على بعض ؛ على معنى: " يطوف بعضكم على بعض " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية