الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2474 ) فصل : ولا بأس أن يجمع بين الأسابيع ، فإذا فرغ منها ركع لكل أسبوع ركعتين ، فعل ذلك عائشة ، والمسور بن مخرمة . وبه قال عطاء ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، وإسحاق . وكرهه ابن عمر ، والحسن ، والزهري ، ومالك ، وأبو حنيفة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولأن تأخير الركعتين عن طوافهما يخل بالموالاة بينهما .

                                                                                                                                            ولنا ، أن الطواف يجري مجرى الصلاة ، يجوز جمعها ويؤخر ما بينهما ، فيصليها بعدها ، كذلك هاهنا ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله لا يوجب كراهة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطف أسبوعين ولا ثلاثة ، وذلك غير مكروه بالاتفاق ، والموالاة غير معتبرة بين الطواف والركعتين ، بدليل أن عمر صلاهما بذي طوى ، وأخرت أم سلمة ركعتي طوافها حين طافت راكبة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخر عمر بن عبد العزيز ركوع الطواف حتى طلعت الشمس .

                                                                                                                                            وإن ركع لكل أسبوع عقيبه كان أولى ، وفيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وخروج من الخلاف ( 2475 ) فصل : وإذا فرغ من الركوع ، وأراد الخروج إلى الصفا ، استحب أن يعود فيستلم الحجر . نص عليه أحمد ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . ذكره جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله . وبه قال النخعي ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي . ولا نعلم فيه خلافا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية