الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثاني : أن يكون حسن المراقبة للساعة الشريفة ففي الخبر المشهور إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها شيئا إلا أعطاه وفي خبر آخر لا يصادفها عبد يصلي .

التالي السابق


(الثاني: أن يكون حسن المراقبة) ؛ أي: الانتظار (للساعة الشريفة) الموعود بها، ففي الخبر المشهور: إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى فيها شيئا إلا أعطاه إياه. قال العراقي: أخرجه الترمذي، وحسنه، وابن ماجه من حديث عمرو بن عوف المزني، لكن لفظه: لا يسأل الله العبد فيها شيئا، إلا آتاه إياه، وهو في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة دون ذكر الصلاة، وفي مسند أحمد من حديث جماعة من الصحابة (وفي خبر آخر لا يصادفها عبد يصلي) . قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة. اهـ .

قلت: قال البخاري في الصحيح: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة، فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى فيها شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها. وأخرجه مسلم، والنسائي في الجمعة، قال الولي العراقي في شرح التقريب: قوله: وهو قائم يصلي. ذكر ابن عبد البر أن هذه رواية عامة من روى الموطأ ما عدا قتيبة، وأبا مصعب، ومطرفا، وابن أبي أويس، والتنيسي، فلم يقولوا: وهو قائم. اهـ .

وأخرج الشيخان، والنسائي من طريق عبد الله بن عون، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة بلفظ: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه. قال بيده: يقللها يزهدها. هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري من طريق سلمة بن علقمة بعد قول: وقال بيده، ووضع أنملة على بطن الوسطى، والخنصر. قلنا: يزهدها، وزاد مسلم من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة بلفظ: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه. قال: وهي ساعة خفيفة .




الخدمات العلمية