الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة شرف الدولة وملك بهاء الدولة

في هذه السنة ، مستهل جمادى الآخرة ، توفي الملك شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة مستسقيا ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، فدفن به ، وكانت إمارته بالعراق سنتين وثمانية أشهر ، وكان عمره ثمانيا وعشرين سنة وخمسة أشهر .

ولما اشتدت علته سير ولده أبا علي إلى بلاد فارس ، وأصحبه الخزائن والعدد وجماعة كثيرة من الأتراك ، فلما أيس أصحابه منه اجتمع إليه أعيانهم وسألوه أن يملك أحدا ، فقال : أنا في شغل عما تدعونني إليه . فقالوا له ليأمر أخاه بهاء الدولة أبا نصر [ ص: 427 ] أن ينوب عنه إلى أن يعافى ليحفظ الناس لئلا تثور فتنة ، ففعل ذلك ، وتوقف بهاء الدولة ثم أجاب إليه .

فلما مات جلس بهاء الدولة في المملكة ، وقعد للعزاء ، وركب الطائع لله أمير المؤمنين إلى العزاء في الزبزب ، فتلقاه بهاء الدولة ، وقبل الأرض بين يديه ، وانحدر الطائع لله إلى داره ، وخلع على بهاء الدولة خلع السلطنة ، وأقر بهاء الدولة أبا منصور بن صالحان على وزارته .

التالي السابق


الخدمات العلمية