الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2492 ) فصل : فإن ترك الموالاة لغير ما ذكرنا ، وطال الفصل ، ابتدأ الطواف ، وإن لم يطل ، بنى . ولا فرق بين ترك الموالاة عمدا ، أو سهوا ، مثل من يترك شوطا من الطواف ، يحسب أنه قد أتمه . وقال أصحاب الرأي ، في من طاف ثلاثة أشواط من طواف الزيارة ، ثم رجع إلى بلده : عليه أن يعود ، فيطوف ما بقي . ولنا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم والى بين طوافه ، وقال { : خذوا عني مناسككم } . ولأنه صلاة ، فيشترط له الموالاة ، كسائر الصلوات ، أو نقول عبادة متعلقة بالبيت ، فاشترطت لها الموالاة ، كالصلاة ، ويرجع في طول الفصل وقصره إلى العرف ، من غير تحديد . وقد روي عن أبي عبد الله ، رحمه الله ، رواية أخرى ، إذا كان له عذر يشغله ، بنى ، وإن قطعه من غير عذر ، أو لحاجته ، استقبل الطواف . وقال : إذا أعيا في الطواف ، لا بأس أن يستريح . وقال الحسن غشي عليه ، فحمل إلى أهله ، فلما أفاق أتمه . قال أبو عبد الله : فإن شاء أتمه ، وإن شاء استأنف ; وذلك لأنه قطعه لعذر ، فجاز البناء عليه ، كما لو قطعه لصلاة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية