الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون

                                                                                                                                                                                                                                        ( فلما جاء سليمان ) أي الرسول أو ما أهدت إليه وقرئ «فلما جاءوا » . ( قال أتمدونن بمال ) خطاب للرسول ومن معه ، أو للرسول والمرسل على تغليب المخاطب . وقرأ حمزة ويعقوب بالإدغام وقرئ بنون واحدة وبنونين وحذف الياء . ( فما آتاني الله ) من النبوة والملك الذي لا مزيد عليه ، وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص بفتح الياء والباقون بإسكانها وبإمالتها الكسائي وحده . ( خير مما آتاكم ) فلا حاجة لي إلى هديتكم ولا وقع لها عندي . ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) لأنكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فتفرحون بما يهدى إليكم حبا لزيادة أموالكم ، أو بما تهدونه افتخارا على أمثالكم ، والإضراب عن إنكار الإمداد بالمال عليه وتقليله إلى بيان السبب الذي حملهم عليه ، وهو قياس حاله على حالهم في قصور الهمة بالدنيا والزيادة فيها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ارجع ) أيها الرسول . ( إليهم ) إلى بلقيس وقومها . ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها وقرئ «بهم » . ( ولنخرجنهم منها ) من سبأ . ( أذلة ) بذهاب ما كانوا فيه من العز . ( وهم صاغرون ) أسراء مهانون .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية