الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 510 ] ثم دخلت سنة ست وتسعين وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : في ليلة الجمعة مستهل شعبان طلع نجم يشبه الزهرة في كبره وضوئه عن يسرة القبلة يتموج ، وله شعاع على الأرض كشعاع القمر ، وثبت إلى النصف من ذي القعدة ، ثم غاب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ولي محمد بن الأكفاني قضاء جميع بغداد وفيها جلس القادر للأمير قرواش بن أبي حسان وأفرده في إمارة الكوفة ، ولقبه معتمد الدولة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها قلد الشريف الرضي نقابة الطالبيين ، ولقب بالرضي ذي الحسبين ، ولقب أخوه المرتضى ذا المجدين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها غزا يمين الدولة محمود بن سبكتكين بلاد الهند ، فافتتح مدنا كبارا منها ، وأخذ أموالا جزيلة ، وأسر بعض ملوكهم ، وهو ملك كواشى حين هرب منه لما افتتحها ، وكسر أصنامها ، فألبسه منطقة ، وشدها على وسطه بعد تمنع شديد ، وقطع خنصره ، ثم أطلقه ; إهانة له وإظهارا لعظمة الإسلام وأهله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها كانت الخطبة بالحرمين للحاكم العبيدي ، وتجدد في حال الخطبة أنه [ ص: 511 ] إذا ذكر الخطيب الحاكم يقوم الناس كلهم ، وكذلك فعلوا بديار مصر مع زيادة السجود ، وكانوا يسجدون عند ذكره ; يسجد من هو في الصلاة ، ومن هو في الأسواق أيضا يسجدون لسجودهم ، لعنهم الله سبحانه وتعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية