الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سبي ) السين والباء والياء أصل واحد يدل على أخذ شيء من بلد إلى بلد آخر كرها . من ذلك السبي ، يقال سبى الجارية يسبيها سبيا فهو ساب ، والمأخوذة سبية . وكذلك الخمر تحمل من أرض إلى أرض . يفرقون بين سباها وسبأها . فأما سباؤها فاشتراؤها . يقال سبأتها ، ولا يقال ذلك إلا في الخمر . ويسمون الخمار السباء . والقياس في ذلك واحد . [ ص: 131 ] ومما شذ عن هذا الأصل السابياء ، وهي الجلدة التي يكون فيها الولد . والسابياء : النتاج . يقال إن بني فلان تروح عليهم من مالهم سابياء . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تسعة أعشار الرزق في التجارة . والجزء الباقي في السابياء . ومما يقرب من الباب الأول الأسابي ، وهي الطرائق . ويقال أسابي الدماء ، وهي طرائقها ، قال سلامة :


                                                          والعاديات أسابي الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب



                                                          وإذا كان ما بعد الباء من هذه الكلمة مهموزا خالف المعنى الأول ، وكان على أربعة معان مختلفة : فالأول سبأت الجلد ، إذا محشته حتى أحرق شيئا من أعاليه . والثاني سبأت جلده : سلخته . [ والثالث سبأ فلان ] على يمين كاذبة ، إذا مر عليها غير مكترث . ومما يشتق من هذا قولهم : انسبأ اللبن ، إذا خرج من الضرع . والمسبأ : الطريق في الجبل . والمعنى الرابع قولهم : ذهبوا أيادي سبأ ، أي متفرقين . وهذا من تفرق أهل اليمن . وسبأ : رجل يجمع عامة قبائل اليمن ، ويسمى أيضا بلدهم بهذا الاسم . والله أعلم بالصواب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية