الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب من قذف زوجته برجل سماه 2911 - ( عن أنس { : أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء ، وكان أخا البراء بن مالك لأمه ، وكان أول رجل لاعن في الإسلام ، قال : فلاعنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبصروها ، فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو لهلال بن أمية ، وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء ، قال : فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين } . رواه أحمد والنسائي .

                                                                                                                                            وفي رواية : { إن أول لعان كان في الإسلام أن هلال بن أمية قذف شريك بن السحماء بامرأته ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أربعة شهداء وإلا فحد في ظهرك يردد ذلك عليه مرارا ، فقال له هلال : والله يا رسول الله إن الله عز وجل ليعلم أني لصادق ، ولينزلن الله عليك ما يبرئ ظهري من الحد ، فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان { والذين يرمون أزواجهم } إلى آخر الآية } ، وذكر الحديث . رواه [ ص: 325 ] النسائي ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الرواية الأخرى من هذا الحديث رجالها رجال الصحيح ، ويشهد لصحتها حديث ابن عباس المتقدم في الباب الذي قبل هذا فإن سياقه وسياق هذا الحديث متقاربان . قوله : ( وكان أول رجل لاعن في الإسلام ) قد تقدم الكلام على هذا . قوله : ( سبطا ) بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة بعدها طاء مهملة : وهو المسترسل من الشعر وتام الخلق من الرجال . قوله : ( قضئ العينين ) بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة بعدهما همزة على وزن حذر ، وهو فاسد العينين . والأكحل قد تقدم الكلام عليه . والجعد بفتح الجيم وسكون المهملة بعدها دال مهملة أيضا ، قال في القاموس : الجعد من الشعر : خلاف السبط أو القصير منه . قوله : ( حمش الساقين ) بالحاء المهملة ثم معجمة وهو لغة في أحمش . قال في القاموس : حمش الرجل حمشا وحمشا صار دقيق الساقين فهو أحمش الساقين وحمشهما بالفتح وسوق حماش وقد حمشت الساق كضرب وكرم حموشة ، انتهى . قوله : ( إن أول لعان في الإسلام ) قد تقدم الكلام على ذلك ، وظاهر الحديث أن حد القذف يسقط باللعان ولو كان قذف الزوجة برجل معين .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية