الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 63 ] المسألة الثانية : المعنى ما ألزم نفسي ما لا يلزمني ، ولا ألزمكم ما لا يلزمكم ، وما جئتكم باختياري دون أن أرسلت إليكم . المسألة الثالثة : أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري ، أخبرنا الدارقطني ، حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن بن هارون البلدي ، حدثنا إسماعيل بن الحسن الحراني ، أخبرنا أيوب بن خالد الحراني ، حدثنا محمد بن علوان عن نافع عن ابن عمر قال : { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فسار ليلا ، فمر على رجل جالس عند مقراة له ، فقال له عمر : يا صاحب المقراة ، ولغت السباع الليلة في مقراتك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا صاحب المقراة ، لا تخبره ، هذا متكلف لها ما حملت في بطونها ، ولنا ما بقي شراب وطهور } .

                                                                                                                                                                                                              وهذا بيان سؤال عن ورود الحوض السباع ، فإن كان ممكنا غالبا لا يحتاج إليه ، وإنما يعول على حال الماء في لونه وطعمه وريحه ، فلا ينبغي لأحد أن يسأل ما يكسبه في دينه شكا أو إشكالا في عمله ، ولهذا قلنا لكم : إذا جاء السائل عن مسألة فوجدتم له مخلصا فيها فلا تسألوه عن شيء ، وإن لم تجدوا له مخلصا فحينئذ فاسألوه عن تصرف أحواله وأقواله ونيته ، عسى أن يكون له مخلص ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية