الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون قل نعم وأنتم داخرون فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون

                                                                                                                                                                                                "أوآباؤنا " معطوف على محل "إن " واسمها ، أو على الضمير في "مبعوثون " ، والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام . والمعنى : أيبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد ، يعنون أنهم أقدم ، فبعثهم أبعد وأبطل . وقرئ : (أو آباؤنا ) . قل نعم وقرئ : (نعم ) بكسر العين وهما لغتان . وقرئ : (قال نعم ) أي : الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم . والمعنى : نعم تبعثون . وأنتم داخرون صاغرون "فإنما " جواب شرط مقدر تقديره : إذا كان ذلك فما "هي " إلا زجرة واحدة وهي لا ترجع إلى شيء ، إنما هي مبهمة موضحها خبرها . [ ص: 205 ] ويجوز : فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية . والزجرة : الصيحة ، من قولك : زجر الراعي الإبل أو الغنم : إذا صاح عليها فريعت لصوته . ومنه قوله [من المنسرح ] :


                                                                                                                                                                                                زجر أبي عروة السباع إذا أشفق أن يختلطن بالغنم



                                                                                                                                                                                                يريد تصويته بها "فإذا هم " أحياء بصراء "ينظرون " .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية