الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الرابعة والخمسون :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } اختلف الناس في هذه الآية : فمنهم من قال : إنها نزلت في الصحابة وهم المخاطبون والمكتوب عليهم القتال ; قاله عطاء ، والأوزاعي .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه مكتوب على جميع الخلق ، لكن يختلف الحال فيه ; فإن كان الإسلام ظاهرا فهو فرض على الكفاية ، وإن كان العدو ظاهرا على موضع ; كان القتال فرضا على الأعيان ، حتى يكشف الله تعالى ما بهم ; وهذا هو الصحيح ، روى البخاري وغيره عن مجاشع قال : { أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخي فقلت : بايعني على الهجرة . فقال : مضت الهجرة لأهلها . قلت : علام تبايعنا ؟ قال : على الإسلام والجهاد } .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 206 ] وروى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا } ، وهذه الآية كانت في الدرجة الثانية من إباحة القتال والإذن فيه ، كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية