الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ميراث الجدة

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال لها أبو بكر ما لك في كتاب الله شيء وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس فقال أبو بكر هل معك غيرك فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر الصديق ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها فقال لها ما لك في كتاب الله شيء وما كان القضاء الذي قضي به إلا لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض شيئا ولكنه ذلك السدس فإن اجتمعتما فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          8 - باب ميراث الجدة

                                                                                                          1098 1075 - ( مالك عن ابن شهاب ) محمد بن مسلم الزهري ( عن عثمان بن إسحاق بن [ ص: 168 ] خرشة ) بمعجمتين بينهما راء مفتوحات ، العامري المدني ، وثقه ابن معين في رواية ، وقال ابن عبد البر : لا أعرف عثمان هذا بأكثر من رواية ابن شهاب عنه هذا الحديث وحسبك برواية ابن شهاب عنه ( عن قبيصة بن ذؤيب ) الخزاعي يكنى أبا إسحاق ويقال أبا سعيد ، ولد يوم الفتح وقيل يوم حنين وأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ولد ودعا له .

                                                                                                          وقيل : ولد أول سنة الهجرة وتعقبوه .

                                                                                                          وذكره ابن شاهين في الصحابة ، وقال ابن قانع : له رؤية ، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن عمر وعثمان وبلال وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم .

                                                                                                          وروى عنه ابن إسحاق والزهري ومكحول وغيرهم ، وعده أبو الزناد في فقهاء المدينة ، ومات سنة ست وثمانين . وقيل قبلها وقيل سنة ثمان وثمانين .

                                                                                                          قال ابن عبد البر : روى معمر ويونس وأسامة بن زيد وابن عيينة وجماعة هذا الحديث عن ابن شهاب عن قبيصة لم يدخلوا بينهما أحدا ، والحق ما قاله مالك وقد تابعه عليه أبو أويس . انتهى .

                                                                                                          وكذا قال الترمذي والنسائي : الصواب حديث مالك ( أنه قال : جاءت الجدة ) أم الأم ( إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها ) من ولد بنتها ( فقال لها أبو بكر : ما لك في كتاب الله شيء ، وما علمت لك في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فارجعي حتى أسأل الناس ) عن ذلك ( فسأل الناس ) بعد ما صلى الظهر كما في رواية عبد الرزاق عن معمر ( فقال المغيرة بن شعبة ) بن مسعود الثقفي ، أسلم قبل الحديبية وولي إمارة البصرة ثم الكوفة ومات سنة خمسين على الصحيح ( حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس ، فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ ) مريدا زيادة التثبث والاستظهار مع الإمكان وفشو الحديث لا عدم قبول خبر الواحد ( فقام محمد بن مسلمة الأنصاري ) أكبر من اسمه محمد من الصحابة وكان من الفضلاء مات بعد الأربعين ( فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه ) بذال معجمة ( لها أبو بكر الصديق ، ثم جاءت الجدة الأخرى ) أم لأب كما رواه ابن وهب ( إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها فقال : ما لك في كتاب الله عز وجل شيء ، وما كان القضاء الذي قضي به ) من النبي - صلى الله عليه وسلم - وخليفته ( إلا لغيرك ) أي أم الأم ( وما أنا بزائد في الفرائض شيئا ) [ ص: 169 ] حتى أقيس ( ولكنه ذلك السدس فإن اجتمعتما فهو بينكما ) بالسوية ( وأيتكما خلت به ) أي انفردت ( فهو لها ) وفيه أن الصديق لم يكن له قاض ، قاله أبو عمر ولا خلاف فيه ، وذهب العراقيون أن أول من استقضى عمر فبعث شريحا إلى الكوفة قاضيا ، وبعث كعب بن سور إلى البصرة قاضيا .

                                                                                                          وقال مالك : أول من استقضى معاوية وهذا الحديث رواه أصحاب السنن من طريق مالك وغيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية