الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا ؛ اللفظ لفظ استخبار؛ والمعنى معنى تقرير وتوبيخ؛ ومعناه: " أحسبوا أن نقنع منهم أن يقولوا إنا مؤمنون؛ فقط؛ ولا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانهم " ؛ وجاء في التفسير - في قوله - جل وعز -: وهم لا يفتنون -: " لا يختبرون بما يعلم به صدق إيمانهم من كذبه " ؛ وقيل: " لا يفتنون " : لا يبتلون في أنفسهم؛ وأموالهم؛ فيعلم بالصبر على البلاء الصادق الإيمان من غيره؛ وموضع " أن " ؛ الأولى: نصب؛ اسم " حسب " ؛ وخبره؛ وموضع " أن " ؛ الثانية: نصب؛ من جهتين؛ أجودهما أن تكون منصوبة بـ " يتركوا " ؛ فيكون المعنى: " أحسب الناس أن يتركوا لأن يقولوا " ؛ و " بأن يقولوا " ؛ فلما حذف حرف الخفض؛ وصل بـ " يتركوا " ؛ إلى " أن " ؛ فنصب؛ ويجوز أن تكون الثانية [ ص: 160 ] العامل فيها " أحسب " ؛ كأن المعنى على هذا - والله أعلم -: " أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟ " ؛ والأولى أجود.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية