الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2812 ) فصل : ويجوز قسم المكيل وزنا ، وقسم الموزون كيلا ، وقسم الثمار خرصا ، وقسم ما لا يجوز بيع بعضه ببعض ; لأن القسمة إفراز حق ، وليست بيعا . ونقل عن ابن بطة ما يدل على أنها بيع ، فيثبت فيها أحكام البيع ، ويمنع فيها ما ذكرناه ; لأن كل جزء من ذلك مشترك بينهما ، فإذا تعين لكل واحد منهما حق ، فقد اشترى نصيب شريكه مما تعين له بنصيبه فيما تعين لشريكه .

                                                                                                                                            وللشافعي قولان ، كالمذهبين . والظاهر أنها إفراز حق ; بدليل اعتبار تعديل السهام ، ودخول القرعة فيها ، ولزومها بها ، والإجبار عليها ، وأنها لا تفتقر إلى لفظ بيع ولا تمليك ، ولا يدخلها خيار ، ولا تجوز إلا بقدر الحقين ، ولا يثبت فيها شفعة ، وتختص باسم . وتغاير الأحكام والأسماء دليل على اختلافهما .

                                                                                                                                            وروي عن ابن عباس ، أنه قال : قسمت الصحابة رضي الله عنهم الغنائم بالحجف . وذلك كيل الأثمان بمحضر من جماعة كثيرة منهم ، وانتشر في بقيتهم فلم ينكر ، فصار إجماعا على ما قلناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية