الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2816 ) مسألة ; قال : ( والتمور كلها جنس واحد ، وإن اختلفت أنواعها ) الجنس : هو الشامل لأشياء مختلفة بأنواعها . والنوع : الشامل لأشياء مختلفة بأشخاصها . وقد يكون النوع [ ص: 36 ] جنسا بالنسبة إلى ما تحته ، نوعا بالنسبة إلى ما فوقه ، والمراد هنا ; الجنس الأخص ، والنوع الأخص . فكل نوعين اجتمعا في اسم خاص ، فهما جنس ، كأنواع التمر ، وأنواع الحنطة . فالتمور كلها جنس واحد ; لأن الاسم الخاص يجمعها ، وهو التمر ، وإن كثرت أنواعه ، كالبرني ، والمعقلي ، والإبراهيمي ، والخاستوي ، وغيرها . وكل شيئين اتفقا في الجنس ثبت فيهما حكم الشرع بتحريم التفاضل ، وإن اختلفت الأنواع .

                                                                                                                                            لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { التمر بالتمر مثلا بمثل ، والبر بالبر مثلا بمثل } . الحديث بتمامه . فاعتبر المساواة في جنس التمر بالتمر ، والبر بالبر ، ثم قال : { فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم } .

                                                                                                                                            وفي لفظ { : فإذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم } . وفي لفظ : { إلا ما اختلفت ألوانه } . ولا خلاف بين أهل العلم علمناه في وجوب المساواة في التمر بالتمر ، وسائر ما ذكر في الخبر ، مع اتفاق الأنواع ، واختلافها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية