الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية روى ابن وهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقول الآية : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } .

                                                                                                                                                                                                              قال القاضي : قد بينا فيما سلف من كلامنا في هذه الأحكام بدائع استنباط مالك من كتاب الله تعالى ، وقد كان حفيا بأهل التوحيد غريا بالمبتدعة يأخذ عليهم جانب الحجة من القرآن ، ومن أجله أخذه لهم من هذه الآية ; فإن القدرية تدعي أنها تخلق كما يخلق الله ، وأنها تأتي بما يكره الله ولا يريده ، ولا يقدر على رد ذلك .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي أن مجوسيا ناظر قدريا ، فقال القدري للمجوسي : مالك لا تؤمن ؟ فقال له المجوسي : لو شاء الله لآمنت . قال له القدري : قد شاء الله ، ولكن الشيطان يصدك . قال له المجوسي : فدعني مع أقواهما .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية