الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد

                                                                                                                                                                                                                                        .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 252 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( وقالوا آمنا به ) بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وقد مر ذكره في قوله : ( ما بصاحبكم ) . ( وأنى لهم التناوش ) ومن أين لهم أن يتناولوا الإيمان تناولا سهلا . ( من مكان بعيد ) فإنه في حيز التكليف وقد بعد عنهم ، وهو تمثيل لحالهم في الاستخلاص بالإيمان بعد ما فات عنهم أوانه وبعد عنهم ، بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة تناوله من ذراع في الاستحالة ، وقرأ أبو عمرو والكوفيون غير حفص بالهمز على قلب الواو لضمتها .

                                                                                                                                                                                                                                        أو أنه من نأشت الشيء إذا طلبته قال رؤبة :


                                                                                                                                                                                                                                        أقحمني جار أبي الجاموش . . . إليك نأش القدر النؤوش



                                                                                                                                                                                                                                        أو من نأشت إذا تأخرت ومنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                        تمنى نشيشا أن يكون أطاعني . . .     وقد حدثت بعد الأمور أمور



                                                                                                                                                                                                                                        فيكون بمعنى التناول من بعد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية