الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شجر ) الشين والجيم والراء أصلان متداخلان ، يقرب بعضهما من بعض ، ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض ، ومن علو في شيء وارتفاع . وقد جمعنا بين فروع هذين البابين ; لما ذكرناه من تداخلهما .

                                                          فالشجر معروف ، الواحدة شجرة ، وهي لا تخلو من ارتفاع وتداخل أغصان . وواد شجر : كثير الشجر . ويقال : هذه الأرض أشجر من غيرها ، أي أكثر شجرا . والشجر : كل نبت له ساق . قال الله تعالى : والنجم والشجر يسجدان . وشجر بين القوم الأمر ، إذا اختلف أو اختلفوا وتشاجروا فيه ، وسميت مشاجرة لتداخل كلامهم بعضه في بعض . واشتجروا : تنازعوا . قال الله سبحانه وتعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .

                                                          [ ص: 247 ] وأما شجر الإنسان ، فقال قوم : هو مفرج الفم . وكان الأصمعي يقول : الشجر الذقن بعينه . والقولان عندنا متقاربان ; لأن اللحيين إذا اجتمعا فقد اشتجرا ، كما ذكرناه من قياس الكلمة . ويقال : اشتجر الرجل ، إذا وضع يده على شجره . قال :


                                                          إني أرقت فبت الليل مشتجرا كأن عيني فيها الصاب مذبوح

                                                          ويقال : شجرت الشيء ، إذا تدلى فرفعته . والشجار : خشب الهودج . والمعنيان جميعا فيه موجودان ; لأن ثم ارتفاعا وتداخلا . والمشجر سمي مشجرا لتداخل بعضه في بعض . وتشاجر القوم بالرماح : تطاعنوا بها . والأرض الشجراء والشجرة : الكثيرة الشجر . قال ابن دريد : ولا يقال واد شجراء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية