الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير

                                                                                                                                                                                                                                        ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) هي مدة دوره أو منتهاه أو يوم القيامة . ( ذلكم الله ربكم له الملك ) الإشارة إلى الفاعل لهذه الأشياء . ( وفيها إشعار بأن فاعليته لها موجبة لثبوت الأخبار المترادفة ، ويحتمل أن يكون (له الملك) كلاما مبتدأ في قرآن . ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ) للدلالة على تفرده بالألوهية والربوبية ، والقطمير لفافة النواة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ) لأنهم جماد ( ولو سمعوا ) على سبيل الفرض . ( ما استجابوا لكم ) لعدم قدرتهم على الإنفاع ، أو لتبرئهم منكم مما تدعون لهم . ( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) بإشراككم لهم يقرون ببطلانه أو يقولون ( ما كنتم إيانا تعبدون ) . ( ولا ينبئك مثل خبير ) ولا يخبرك بالأمر مخبر مثل خبير به أخبرك وهو الله سبحانه وتعالى ، فإنه الخبير به على الحقيقة دون سائر المخبرين . والمراد تحقيق ما أخبر به من حال آلهتهم ونفي ما يدعون لهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية