الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون

                                                                                                                                                                                                فإما نرينك أصله: فإن نرك. و "ما" مزيدة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول: إن تكرمني أكرمك، ولكن: إما تكرمني أكرمك. فإن قلت: لا يخلو إما أن تعطف أو نتوفينك على "نرينك" وتشركهما في جزاء واحد وهو قوله تعالى: فإلينا يرجعون فقولك: فإما نرينك بعض الذي نعدهم فإلينا يرجعون: غير صحيح، وإن جعلت فإلينا يرجعون مختصا بالمعطوف الذي هو نتوفينك، بقي المعطوف عليه بغير جزاء. قلت: فإلينا يرجعون متعلق بنتوفينك، وجزاء "نرينك" محذوف، تقديره: فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب وهو القتل والأسر يوم بدر فذاك، أو أن نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا يرجعون يوم القيامة فننتقم منهم أشد الانتقام ونحوه قوله [ ص: 362 ] تعالى: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون [الزخرف: 41- 42].

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية